فضائل المسجد الأقصى

يُعتبر المسجد الأقصى محط أنظار المسلمين منذ عصر النبوة، وإن أكبر دليل على أهميته هي رحلة الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث تعتبر هذه الرحلة هي مصدر التوجيه الرباني الأول إلى هذه القبلة وإلى هذه الأرض عموماً، وفي عصر الراشدين كان فتح بيت المقدس، ودخله الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاتحاً لما له من أهمية عظيمة عند المسلمين، وهنا وفي هذا المقال نستعرض أهم فضائل المسجد الأقصى وما ورد فيه من نصوص شرعية وأحاديث نبوية.

·       لقد كان المسجد الأقصى قبلةَ المسلمين الأولى لأكثر من عام قبل وتحويلها إلى الكعبة بيت الله الحرام.

·       كما وكان المسجدُ الأقصى ثانيَ مسجدٍ وُضِع في الأرض بعد الكعبة المشرفة؛ فعن أبي ذر رَضِي الله عنْهُ قال: "قلت يا رَسول اللهِ أي مسجد وُضِع في الأرض أولًا؟ قال: المسجد الحرام، قال: قلت: ثُمَّ أي؟ قال: المسجد الأقصى، قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة بعدُ فصلّه، فإن الفضل فيه". (رواه البخاري).

·        البركة الأزلية والخالدة: فإذا كان الله قد قال: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الإسراء: 1]. فقال {باركنا حوله} ولم يقل "باركناه"؛ فإذا كان ما حوله مبارك بسببه فكيف به هو؟!

·       حتى الأنبياء كانوا يعرفون بركته وفضله ويعظمونه؛ فكان من تعظيم موسى عليه السلام للأرض المُقدسة وبيت المقدس أن سأل الله تبارك وتعالى عند الموت أن يُدنيه منها: روى البخاري في صحيحه مرفوعًا: "فسأل موسى اللهَ أن يُدنيَه من الأرض المُقدسة رميةً بحجر، فلو كنتُ ثَمَّ لأريتكم قبرَه إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر». قال النووي: "وأما سؤاله -أي موسى عليه السلام- الإدناء من الأرض المُقدسة فلِشرفها، وفضيلة من فيها من المدفونين من الأنبياء وغيرهم".

·       أجمَعَ أهلُ العلم على استحباب زيارة المسجد الأقصى والصلاةِ فيه، وأنَّ الرحالَ لا تُشَد إلا إلى ثلاثة مساجد اعتقاداً بفضلها عن غيرها من المساجد والأماكن، ومنها المسجد الأقصى؛ ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى".

·       فيه يُضَاعف أجر الصلاة: عن أبي ذر رَضِي الله عنْهُ قال: تذاكرنا ونحن عند رَسول اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم أيهما أفضل: أمسجدُ رَسول اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم أم بيت المقدس؟ فقال رَسول اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم: "صلاةٌ في مسجدي أفضلُ من أربع صلوات فيه، ولَنِعمَ المُصَلَى هُو، وليوشكن أنْ يكونَ للرجل مثلُ شَطَنِ (سوط) فرسه من الأرض -حيث يرى منه بيت المقدس- خيرٌ له من الدنيا جميعًا". قال: أو قال: "خيرٌ له من الدنيا وما فيها".

·        رجاء النبي صلى الله عليه وسلم مغفرة ذنوب من صلّى فيه: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَمَّا فَرَغَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مِنْ بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَأَلَ اللَّهَ ثَلَاثًا: حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ وَمُلْكًا لَا يَنْبَغِي لَأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ وَأَلَّا يَأْتِيَ هَذَا الْمَسْجِدَ أَحَدٌ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ إِلَّا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ"، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَمَّا اثْنَتَانِ فَقَدْ أُعْطِيَهُمَا وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أُعْطِيَ الثَّالِثَةَ".

·        أرض المحشر والمنشر: في بيت المقدس الأرض التي يُحشَر غليها العباد، ومنها يكون المنشر، فعن ميمونة بنت سعد مولاة النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم قالت: يا نبي الله أفتِنا في بيت المقدس. فقال: "أرض المحشر والمنشر".


لا يوجد صور متاحة


مقالات أخرى قد تهمك