أضواء وثائقية على جماعة الإخوان المسلمين في القدس 1946

تحاول هذه المقالة تسليط بعض الأضواء على بدايات هذه الجماعة في مدينة القدس وخصوصاً ربيع وصيف سنة 1946، وذلك من خلال دراسة نحو ثلاثمائة وثيقة غير منشورة من أرشيف هذه الجماعة في القدس . 

   وبالتأكيد فقد أشارت عدد من الدراسات إلى بدايات وتاريخ انتشار جماعة الإخوان في فلسطين فتحدّث عن ذلك اسحق موسى الحسيني في كتابه: الإخوان المسلمون: كبرى الحركات الإسلامية الحديثة، الذي نشره سنة 1952 وأفرد للحديث عن فرع القدس نحو صفحة ونصف[1]. وكتبت عنها بيان نويهض الحوت في رسالتها الدكتوراة المتميّزة "القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917-1948"[2]. كما شكلت رسالة الدكتوراة التي أعدّها عبد الفتاح العويسي حول "الإخوان المسلمين والمسألة الفلسطينية 1928-1947" إضافة نوعية قيّمة في هذا المجال[3]. وحتّى يتم إضافة بعض الأضواء الجديدة، فإن محور هذه المقال سيكون تلك الوثائق المشار إليها أعلاه.

إنشاء فرع الإخوان في القدس:

   عبرت جماعة الإخوان المسلمين في مصر منذ بدايات نشأتها عن اهتمامها بقضية فلسطين من خلال العمل التعبوي والمقالات الصحفيّة. غير أن أول إشارة تظهر سعي الإخوان المسلمين لنشر دعوتهم في فلسطين تعود إلى آب/أغسطس 1935 عندما انتدبت الجماعة عبد الرحمن البنّا (الأخ الشقيق لحسن البنّا) ومحمّد أسعد الحكيم لزيارة فلسطين وسوريا ولبنان وبث دعوة الإخوان فيها. وقد قابلهما في القدس ورحب بهما زعيم فلسطين الحاج أمين الحسيني حيث مكثا مدّة أربعة أيام[4]. ومن الواضح أن التوافق الفكري وعلاقة الصداقة التي ترسخت مع الزمن بين الحاج أمين وبين حسن البنّا قد أسهمت في فتح مجالات العمل للإخوان في فلسطين إذ إنّ الحاج أمين كان زعيم فلسطين دون منازع، وكان التيار الوطني المؤيد للحاج أمين هو الأقوى والأوسع انتشاراً.

   وقد بدأت هذه الجماعة جهداً واسعاً في دعم القضية الفلسطينية والتوعية بها في مصر في أثناء الثورة الفلسطينية الكبرى 1936-1939، وقام بعض أفرادها بالمشاركة في هذه الثورة[5]، مما أكسبها الكثير من الاحترام والمصداقية. وفي أثناء الحرب العالمية الثانية (1939-1940) دأبت جماعة الإخوان على إرسال دعاتها أمثال عبد المعز عبد الستار وسعيد رمضان إلى فلسطين، كما أن عدداً من الفلسطينيين الذي قدموا لمصر للدراسة أو العمل تعرفوا على الإخوان هناك وأخذوا بالانضمام إلى جماعتهم، من أمثال الشيخ مشهور ضامن بركات ،الذي انضم للجماعة في أواخر الثلاثينيات وأنشأ فرع الإخوان في نابلس فيما بعد[6].

   وحسبما يرى محمد عبد الرحمن خليفة المراقب العام للإخوان المسلمين في الأردن( 1952-1994)فإن بداية تأسيس حركة الإخوان في فلسطين تعود إلى سنة 1943[7]. كما أشار إسحق الحسيني إلى أن الإخوان في القدس أنشئوا "جمعية المكارم"، ولعل ذلك كان غطاءً لأنشطتهم ،دون التصريح بالاسم الذي ربما حالت ظروف الحرب العالمية وإجراءات الطوارئ البريطانية دون السماح بظهورها رسمياً إلى العلن. وعندما عقد الإخوان السوريون مؤتمرهم الخامس في حلب سنة 1944، تم الاتفاق بعد الاتصال بالإخوان في فلسطين على توحيد أسماء الجمعيات باسم "الإخوان المسلمين" وعلى توحيد التنظيم[8].

   ويبدو أن الإخوان لم يؤسسوا شعباً أو فروعاً علنية لهم إلا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ( آب/ أغسطس   1945 )عندما خفَّت ظروف الضغط والتشديد البريطاني ،وأخذت الحركة الوطنية الفلسطينية تسترد عافيتها. وهذا ما أكده عبد الرزاق عبد الجليل مؤسس فرع الإخوان في سلواد[9]، ويوسف عميرة أحد قدماء أعضاء فرع يافا[10] (وأحد مؤسسي وقادة حركة فتح فيما بعد).

   ولا ينبغي الخلط بين إنشاء الفروع وبين حفلات الافتتاح للمقرات التي كانت تقوم بها هذه الفروع فيما بعد. فمن المعروف مثلاً أن حفل افتتاح فرع القدس تم في أيّار/ مايو 1946[11]، غير أنّ الوثائق التي بين أيدينا تظهر أن تأسيس الفرع كان سنة 1945، فقد كان الختم الذي تختم به الوثائق والمراسلات متضمناً سنة التأسيس وهي 1364 هـ/ 1945م. وهو ما يؤكدّه سعيد رمضان في مقابلة له مع عبد الفتّاح العويسي من أن إنشاء فرع القدس تم في تشرين أول/ أكتوبر 1945 إثر عدد من المحاضرات ألقاها سعيد رمضان نفسه في القدس، وبمساعدة من شكري قطينة وعبد الله غوشة. وقد تمت دعوة عدد من العلماء والمحامين والتجّار والوجهاء إلى منـزل شكري قطينة حيث تقرر إنشاء الفرع في القدس في 26 تشرين أول/ أكتوبر 1945[12].

ملحق رقم ا

الإخوان المسلمين الذي وردت أسماؤهم كأعضاء في مجلس إدارة شعبة القدس

ملحق رقم 2

الإخوان المسلمون الذين وردت أسماؤهم كأعضاء في لجان شعبة القدس

أ‌.       لجنة الدعاية والنشر:

ب‌.  اللجنة الرياضية: 

ملحق رقم 3

أسماء وفد جماعة الإخوان المسلمين بالقدس إلى المجلس الإسلامي الأعلى

ملحق رقم 4

فروع الإخوان المسلمين في فلسطين وقت عيد الفطر

 1365 هـ - آب/ أغسطس 1946