بقلم محمد بلال
شُعبَة عكّـا1
أثناء جولة رمضان في كانون الأول 1945م سجّلت "الدفاعُ" نيّتَه التوجُّهَ إلى عكّا من أجل افتتاح شُعبَتها يوم 11 منه2، وأشارتْ إلى أنّ رمضانَ زار عددًا مِن أندية المدينة وجمعياتها، واجتمع بلفيفٍ من شبابها المثقفِ داعيًا لتأسيس فرعٍ للجماعة فيها3، وكان الاجتماعُ الأكبرُ في قاعة نادي أسامة بن زيد، حيث تحدّث رمضانُ عن أهداف الجماعة في القاهرة والشرق العربي، وانتهى الاجتماعُ بتأليف لجنةٍ من خمسةٍ وعشرين عضوًا برئاسة رئيس البلدية، واختير رئيسُ الغرفة التجارية نائبًا له، وأوكلتْ للّجنة مهمّةَ المباشرة في تشكيل فرع للإخوان في عكّا يسير على منهاج القاهرة وفقًا لجريدة الدفاع4.
أضافت "الدفاع" في 24 كانون الأول أنَّ اللجنةَ المنتخبةَ ستعقِدُ اجتماعًا في أوائلَ الأسبوع القادم لبحث قانون الجماعة وتشكيلِ فرعها في عكا5. لكنْ يظهر أنَّ هذا الاجتماع تأخّر؛ حيث لم يَرِد أيةُ إشارات في الصحيفتين لعقده، إلى أنْ ورد نبأٌ عن عقد اجتماع في 19 آب 1946م، في منزل أمين سرّ الجماعة يوسف فستق، أُبلغَ فيه المجتمعون بموافقة الحكومة على تشكيل
الشُعبة رسميًا، فانتخبوا هيئةً إدارية من 24 عضوًا أُسندت رئاستُها إلى رئيس البلدية، وتُبرز جريدةُ "الدفاع" خبرَ تسجيل نحو مئة شخصٍ أسماءَهم طالبين الانتساب إلى الجماعة6.
لكنْ يُلاحظُ لاحقًا اختفاءُ الأخبار التي تتحدّثُ عن نشاط الجماعة في مدينة عكّا، وعندما قدِم عبدُ المعزّ عبد السّتار إلى فلسطين أواسط 1946م، استقبله فيها نادي أسامة بن زيد.
شُعبَة سلواد7
لم يَرِدْ في الأعداد المتوفرة بين يديْ الباحث أيةُ أخبارٍ تتعلّقُ بتأسيس شُعبة الإخوان المسلمين في قرية سلواد، إنّما يَرِدُ ذكرٌ لعددٍ من أنشطتها، أوّلُها الاحتفال بذكرى المولد النبوي للعام 1365هــ، بتاريخ 14 شباط 1946م8. وقد زار سعيدُ رمضان إخوانَ القرية في كانون الأول 1946م، وخطَبَ الجمعةَ في مسجدها الكبير، وتكلّم في جماهيرها وجماهيرٍ من القرى المجاورة احتشدت في حفلٍ للاحتفاء به9.
شُعبةُ الرملة10
حطَّ سعيدُ رمضان رحالَه في الرملة خلالَ زياراته التأسيسيةِ يومَ الثلاثاء 18 كانون الأول1945م11. حيث تألّفت شُعبةٌ انضمَّ إليها 36 عضوّا، وانتُخِب الشيخُ عمر صوان والشيخ محمد شمس الدين الخيري وكيلّيْن لها، والحاجُّ شكري اشرورو أمينا للصندوق، وخليلُ النّحاس مساعدًا لأمين الصندوق، وإسماعيلُ النّحاس أمينًا للسر12، وتشيرُ جريدةُ "فلسطين" في عدد الخميس 9 كانون الثاني 1946م إلى تأسيس الشُعبة، وتقديمها إشعارًا إلى الجهاتِ المختصةِ بتشكيل الجماعة13. وتوجّهَ في اليوم التالي خطباءُ الإخوان لدعوة الناس من بعد صلاة الجمعة، وشرْح أهداف الجماعة وبرامجها14.
سَعَتْ الجماعةُ بعدَ تأسيس شعبتها في الرملة لأخْذ موافقة المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى لمنحها الإشرافَ على الجامع الأبيض في المدينة، واتخاذِه مقرًا لها بعد اصلاحه وترميمه15. وبدأت فعلًا بجمع رسمٍ من الباعة المتجولين بمناسبة موسم النبي صلى الله عليه وسلم، على أنْ يُرصد الريعُ لبناء الجامع وإنشاءِ مستوصفٍ وقاعةٍ للمحاضرات ومكتبةٍ بجواره16، وقد وافقتْ هيئةُ المجلس
الإسلامي الأعلى على طلب الجماعة، وأقرّتْ مشروعَها لتحويله إلى مجمّع إسلامي عام17، وبعد موافقة مأمور أوقاف الرملة تواصلتْ شُعبةُ الإخوان مع أحد المهندسين لوضع التصميماتِ اللّازمة، وعَمِل أعضاءُ الجماعة على تشجير ساحة الجامع ومقبرة النبي صالح18، وقدِم لاحقًا مصطفى مؤمن مبعوثُ جماعة الإخوان المسلمين للإشراف على تحضير إعادة تنظيم الجامع19، لكنَّ احتلالَ المدينة وتهجيرَ أهلِها أوقَفَ المشروعَ.
شعبةُ اللد20
بعد تشكُّل الجماعة في الرملة توجّه سعيد رمضان الى اللد، حيث ألقى محاضرةً في الجامعِ الكبير بدعوةٍ مِنْ نادي الثقافة والرياضة حضرَها ما يزيدُ على ثلاثة آلافِ نسمة وفقا للدفاع، و ألقى محاضرةً أخرى في النادي الرياضي الإسلامي وزار نادي الشبيبة الأرثوذكسية وإثرَ ذلك شُكّلت لجنةٌ لتأليفِ شعبة اللد21، تلا ذلك اجتماعٌ عقَدَه عددٌ من العلماء والشباب في دار الشيخ صالح صبح، أعلنَ فيه تأسيسَ فرعٍ لجماعة الإخوان وتشكيل لجنة تأسيسية من نحو ثلاثين شخصًا، واختير الشيخُ عمر صوان والشيخُ صالح صبح وكيلّيْن، والشيخُ داود حمدان والشيخ أحمد الخطيب أمينَي سر، وحسن دهمش أميناً للصندوق وسعيد شاكر المهتدي نائباً له، والحاجُّ إبراهيم حمزة محاسبًا22، وفي 14 نيسان أَعلنت الجماعةُ حصولَها على موافقةِ مساعد حاكم اللواء لتشكيل الشُعبة23.
ولتنظيم شؤونها اجتمعتْ الهيئةُ العامّةُ للشُعبة في قاعة الشبان المسلمين، وشكَّلت عدةَ لجانٍ متعددةٍ للخدمة العامة لم توضّح الأخبارُ طبيعة عملها24.
شعبةُ العباسية25
امتدادًا للمبادرات المحليّة جاءتْ مبادرةُ عددٍ من وجوه العباسية بتأليفِ شُعبةٍ للإخوان في البلدة، تألّفتْ من الشيخ مصطفى محمد [ملبد] وكيلًا لها، والشيخ خميس صالح سكرتيرًا ومحمد عبد أحمد مساعدًا للسكرتير، وتوفيق خضر [الخواري] أمينًا للصندوق، وحسن محمد الطاهر محاسبًا، وأحمد محمد عبد الحفيظ، وعطا الشيخ إسماعيل [الشيخ]، وعلي جاد الله وأحمد [أبو خشمة أو سنيمة]، ومحمد الأمين وشاكر حسين الموسى ومحمود أحمد أبو درويش وسعيد عبد الرحمن عودة الله أعضاءً، وأشارت "الدفاع" إلى تقديم الهيئة كتابًا إلى حاكم لواء اللد تطلبُ فيه تسجيلَ الجماعة رسميًا26، وإثرَ زيارة عبد المعزّ عبد الستار لفلسطين توجَّهَ إلى الشُعبة لتفقّد شؤونها والإشرافِ على سير عملها27.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- عكا: تقع على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط بين رأس الناقورة وجبل الكرمل، قُدِّر عدد سكانها سنة 1945م بـِ 12,300 نسمة، احتُلت في 16 أيار 1948م، انظر: الدباغ، بلادنا فلسطين، مج7. ق2. ص187-335، الموسوعة الفلسطينة، ج2. ص290-296.
2- الدفاع، 12 كانون الأول 1945م. ع.3229. ص2.
3-الدفاع، 13 كانون الأول 1945م. ع.3230. ص3.
4- الدفاع، 14 كانون الأول 1945م. ع.3231. ص2، وأقام رئيس النادي عبد الدباح حفلة
احتفاء بالضيف.
5- الدفاع، 24 كانون الأول 1945م. ع.3239. ص3.
6- الدفاع، العدد 3441، 19 آب. ص3.
7- سلواد: تقع شمال شرق رام الله، قدِّر عدد سكانها سنة 1945م بـ 1,900 نسمة، انظر:
الدباغ، بلادنا فلسطين، مج8، ق.2. ص307-309، الموسوعة الفلسطينية،ج2،
ص579-580 .
8- انظر الخبر في: الدفاع، 13 شباط 1946م، ع.3283، ص3، وتشير وثائق الشُعبة التي
يعكف الباحث عوني فارس على إعدادها للنشر قريبًا وزوّدني بنسخة منها مشكورًا، إلى أنها
أسست في محرم 1365هـ الموافق لكانون الأول 1945م، وتوضح الوثائق أنها أتت في أوائل
جولة رمضان التأسيسية وإثر قيامة بزيارة للبلدة.
9- الدفاع، 29 كانون الأول 1946م، ع.3548. ص3، وتشير "الدفاع" إلى أنه أقيمت لرمضان مأدبة غداء أقامها له عبد العزيز عبد الرحيم وأن رمضان استقبل إثرها زواره في دار الإخوان، ودعي أيضا إلى مأدبة عشاء لدى عبد الغني علان.
10- الرملة: توأم اللد، ومركز القضاء، تقع على الطريق الساحلي بموقع متوسط يصل يافا بالقدس وبالغور، شمال غرب القدس، قدِّر عدد سكانها سنة 1945م بـ 17,500 نسمة، هُجِّروا في 12 تموز 1948م، انظر: الدباغ، بلادنا فلسطين. مج4. ق.2. ص369-458، الموسوعة الفلسطينية، ج2. ص474-478.
11- الدفاع، 18 كانون الأول 1945م. ع.3233.ص2.
12- الدفاع، 6 كانون الثاني 1946م. ع.3250. ص3.
13- فلسطين، 9 كانون الثاني 1946م. ع.264-6214. ص3.
14- فلسطين، 10 كانون الثاني 1946م. ع.265-6215. ص3.
15- فلسطين، 10اذار 1946م. ع.9-6265. ص3،يرد في " الدفاع " ان المقابلة كانت من أجل استلام مقام النبي صالح لجعله مقرا وإصلاح وتعمير مسجده، الدفاع، 10 آذار 1946م.ع.3303.ص3
16- الدفاع ،1 أيار 1946م.ع.3348.ص3.
17- الدفاع،29كانون الأول 1946 م.ع.3548.ص3.
18- الدفاع، 16 كانون الثاني 1947م. ع. 3564.ص3.
19- الدفاع، 28 نيسان 1948م. ع.3650.ص3.
20- اللد، تقع شمال غرب القدس، جنوبي يافا، بلغ عدد سكانها سنة 1945م، نحو 16,700 نسمة، اشتهرت فترة الدراسة بوجود محطة رئيسية لقطار الحجاز، هُجِّر سكانها جماعيًا في 11 تموز 1948، انظر: الدباغ، بلادنا فلسطين، مج4. ق .2 .ص463-484، الموسوعة الفلسطينية، ج4. ص37-41.
21- الدفاع، 27 كانون الأول 1945م. ع.3242. ص2، قدمه فيها الشيخ عمر صوان وكان في استقبال رمضان كشافة خالد بن الوليد التابعة للنادي الرياضي الإسلامي.
22- الدفاع، 25 كانون الثاني 1946م.ع.3267. ص3.
23- الدفاع، 14 نيسان 1946م.ع.3333. ص3.
24- الدفاع، 25 نيسان 1946م.ع.3343.ص3.
25- العباسية، من قرى قضاء يافا في الجهة الشرقية من المدينة، هُجِّر سكانها إثر احتلالها يوم 4 أيار 1948م. بلغ تعدادهم سنة 1945م ما يقارب 5,800 نسمة، انظر: الدباغ، بلادنا فلسطين، مج4.ق.2. ص331-335، الموسوعة الفلسطينية، ج3. ص143-144.
26- الدفاع، 27 آذار 1946م.ع.3319. ص2.
27- الدفاع، 13 أيار 1946م. ع.3358. ص3.
