من نحن

الحركة الإسلامية في بيت المقدس

صفحات من التاريخ

كان لبيت المقدس أهمية مركزية في فكر جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها على يد الإمام المؤسس حسن البنا رحمه الله تعالى، وذلك انطلاقا من أن القدس جزء من عقيدة المسلمين وآية في كتاب الله عز وجل وقبلة المسلمين الأولى ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وثاني مسجد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة. كما أدركت الجماعة كذلك منذ نشأتها الدور المحوري للقدس في الصراع بين الحق والباطل، وأن الإسلام حتى ينتصر ويحكم شرع الله في الأرض فلابد من نهضة الأمة التي لن تتم وبيت المقدس تحت حراب الاحتلال.

ولذلك فقد حرص الإمام البنا رحمه الله على التواصل مع القيادات الدينية والوطنية في القدس منذ السنوات الأولى لنشأة الجماعة في مصر خاصة وأن كلا من مصر وفلسطين في ذلك الوقت كانتا تخضعان للاستعمار البريطاني، واستعداد الجماعة للقيام بدورها في تحرير فلسطين وبيت المقدس وبذل كل غال ونفيس في سبيل ذلك. ولهذا فقد أرسل الإمام البنا شقيقه لزيارة القدس في ثلاثينيات القرن الماضي لدراسة إنشاء مقر للجماعة في فلسطين تكون القدس مركزه العام، وهو الامر الذي تكلل بالنجاح في العام 1946 حيث تم افتتاح المقر العام لجماعة الإخوان المسلمين في الشيخ جراح بحضور وفد رفيع من قيادة الإخوان مكلف من الإمام حسن البنا رحمه الله. وما زالت دار الإخوان المسلمين في القدس قائمة حتى اليوم في المقر الذي أنشأته الجماعة في بداية خمسينيات القرن الماضي على بعد 300 متر من باب الساهرة.

وقد استمرت الحركة الإسلامية في القدس القيام بدورها اتجاه ربها ودينها ومجتمعها الفلسطيني منذ ذلك الوقت، كما أخذت على عاتقها مقاومة الاحتلال الصهيوني في فلسطين والحفاظ على هوية المدينة المقدسة بصفتها رأس حربة الأمة في مواجهة ذلك الاحتلال بكل الوسائل الممكنة وفي كافة جوانب الحياة، والقيام بدورها المركزي في فلسطين بصفتها واقعة في مركزها وعاصمتها السياسية والحضارية، كما كان للحركة وما يزال الدور الأبرز في الحفاظ على المسجد الأقصى المبارك وعموم المقدسات في القدس خاصة وفي فلسطين عامة.

ونحن نسعى في هذا الموقع لتوثيق الدور التاريخي الذي ما يزال وسيظل مستمرا بإذن الله تعالى لدور الحركة الإسلامية في بيت المقدس بقياداتها ومؤسساتها وأعمالها منذ نشأتها وحتى يومنا هذا، وبما لا يشكل أي ضرر للأعمال القائمة، وحتى نوفر للباحثين والدارسين والمنصفين نافذة موثوقة عن تاريخ الحركة الإسلامية في القدس، كما أننا نرحب بكل مساهمة لأي شخص لديه ما يضيفه من وثائق أو معلومات بكافة أشكالها من بيانات أو وثائق أو صور أو مقاطع مصورة عن الحركة الإسلامية أو مدينة القدس بصورة عامة، راجين من الله عز وجل التوفيق والقبول، فإن أحسنا فذلك بتوفيقه ومنه وكرمه وإن أسأنا أو قصرنا فهو من عند أنفسنا.